بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 1 يونيو 2012

البنزين و العدالة الاجتماعية


البنزين و العدالة الاجتماعية

اليوم الاول من شهر يونيو، تحققت أن الثورة حققت واحد من أهدافها و من مبادئ الثورة و هو العدالة الاجتماعية ، النهاردة و انا راكب التاكسى و بنتحرك فى شوارع مصر ، عرفت معنى العدالة الاجتماعية ، النهاردة شوفت المرسيدس و البى إم و الشيروكى ، واقفين فى الطابور جنب ال 127 و 128 و السيات و باقى العربيات الشعبية الأصيلة و المتهالكة ، صحيح دى ناس هتمون 92 و 95 و دى ناس هتمون يا 80 يا 90 بس مش مهم أهو فى النهاية الكل سواسيه قدام طلمبة البنزين.

انت تشوف الطابور الطويل اللى ممتد فى الشارع و كله واقف فى إنتظام مستنى دوره ، تعرف على طول ان مصر إتغيرت ، و الثورة و صلت للبنزين على الاقل ، فين أيام زمان لما كان الواحد من دول يدخل و يقولك متعرفش انا ابن مين فى مصر ، و يمون قبلك ، النهارده الموضوع اتعكس الواحد من دول يدخل قدام الطلمبة و يتحايل على العامل الغلبان اللى شغال باليومية علشان يفول التانك و العامل يقوله بكل حزم و صرامة ، انا أسف يا فندم بس هما 20 لتر بس ده الحد المسموح ، و يفضل الباشا يتكلم و يبرطم و العامل يقولوه حضرتك ممكن تروح بنزينة تانية و تمون كمان 20 لتر ، و الراجل ينفخ و يقوله خلاص خلصنى ، و يزود كمان ده ايه البلد دى ، أدى اللى خدناه من الثورة ، و هنا يبان لك ان الثورة قدرت تساوى بين الطبقات المختلفة فى مصر بنسبة 90% تقريبا، و سبحان الله فى نفس الطابور تلاقى واحد تانى راكب عربية شعبية أصيلة متهالكة تماما و يزعق بصوت عالى طبعا علشان سيادة الفريق أو الاخوان لما يجوا يحلوا المشكلة و نعيش فى تبات و نبات ، منهم لله كله بيتاجر بالشعب ، حسبى الله و نعم الوكيل ، ترد عليه واحدة من سيدات المجتمع الراقى (مزه يعنى ) و هى مش طايقه نفسها لمجرد انها مش عارفة تفضل مدوره العربية علشان الاير كونديشن ، و اضطرت تبطل العربية علشان قله البنزين و تقوله ، مش انتو اللى انتخبتوا الاشكال دى ، ماهو احنا صوتنا اتبح و قاعدنا نقول انتخبوا حمدين ، بس انتوا لبستونا فى شويه تيييييت (كلمه صعب تقولها غير واحده مزه و معناها أكياس الجوافة دول ) يلتفت الجميع الى المزه و ينظرون لها نظرة إستغراب ، و هنا يتبين لنا ان الثورة وصلت الى بعض الرأسمالين المصرين أيضا و تعلقوا  بها ، مثل الطبقات الوسطى ، يطلع بقى راجل فى العقد الخامس تقريبا كده و يقولك أدى ياعم جيل الفيس بووك و التويتر النسوان خلاص عيارها فلت ، عالم معندهاش دم ، و بعدين فجأة يرد علينا واحد ملتحى فى سيارته مع زوجته و يقول و الله الشريعة هى الحل و هى اللى هتلم الاشكال دى من الشوارع و تنضف البلد ، بكره يشتاقوا للايام دى ، أستغفر الله العظيم ، يقوم واحد تانى يقوله مش هتنلوها ياشيخ ، و الفريق هيكسب و ترجعوا تانى لامؤخذه الجحور ، هنا بقى تظهر المزه تانى و تقوله لا مش هيكسب و مصر مش بتاعت أهليكم و لا ورث علشان تغيروها إحنا خلاص مبقناش بنخاف، قال يتلموا قال ،و تقوم مولعه السيجارة و يعم الصمت على الجميع.


 الغريبة انى  لم أشترك فى اى من هذا الحوارات الصراحة يمكن لانى معنديش عربية و مش فارق معايا البنزين ، بس انا كنت مستمتع بمنظر العدالة الاجتماعية فى محطة البنزين و قلت فى نفسى مين قال إن الثورة خلاص بح ، لا ابدا الثورة مستمرة لحد ما نوصل للعدالة الاجتماعية فى طابور العيش.

المهم بقى فى الموضوع ده إن سواق التاكسى اللى انا فيه قرر يتحرك و يترك الطابور وقالى يا عم يالله بينا نمشى دى مش باين لها إن إحنا هنمون، قولت له و هنمشى إزاى من غير بنزين ، قالى لا ما اهو انا بشتغل غاز برضوه ، سئلته طيب و كنت عايز تمون بنزين ليه؟! ، قالى علشان أمن نفسى يا هندسة ، قولت له هو الغاز مفيهوش أزمة ، قالى لا مش قوى أصل الغاز ده بتاع الغلابه ، و هكذا توالت الطوابير على محطات البنزين فى شوارع مصر ، و تحققت العدالة الاجتماعية بين البى إم و السيات الشعبى!!!


أعز الله مصر ..و شعب مصر!!


محمد على 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق