بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 4 ديسمبر 2011

مصر على الطريقة الايرانية

مصر تعيش الان عصر الديموقراطية , و لكن هذه الديموقراطية ديموقراطية تم توجيها لخدمة مصالح اشخاص و احزاب  تحت مسمى الديموقراطية و الانتخابات ... عبر الشعب المصرى عن نفسة فى الانتخابات الحالية للبرلمان الذى لانعلم بعد صلاحياته مثلما لا نعلم ايضا صلاحيات رئيس الوزراء .. المشهد الان يصب فى اتجاه فوز التيار الاسلامى بالاغلبية فى انتخابات البرلمان , و هذا حق لهم الان بعد مثابرة استمرت ثمانين عام .. بغض النظر عن اى صفقات قد ابرمت طيلة هذه السنوات مع هذه التيارات ..اللعبة يا سادة لم تبدأ الان أو اثناء الانتخابات , بل بدأت اللعبة من يوم 29 يناير بعد سقوط النظام السابق فعليا .. اللعبة تكمن فى استقطاب النموذج الايرانى لمصر و ممزوج معه النموذج الباكستانى مضاف اليه النكهه المصرية البيروقراطية الاصيلة.

تم فى البداية السيطرة على معظم النقابات العمالية و المهنية فى مصر اثناء انشغال الاخرين و الشعب اما بالاعتصمات او بمطالب الثوار او حتى برحيل المجلس العسكرى .. فى هذا الوقت لعبت التيارات الاخرى لعبتها كى تصل الى قمة الحكم و البرلمان .. لعبت على عقول المصريين  اما بشعار الدين او شعار الاستقرار و هو ما لم يتحقق حتى الان .فالدين لا غنى عنه فى حياتنا كشعب مصرى واحد، فنحن كمسلمين و مسيحين فى مصر بيننا عادات اجتماعية مشتركة تجعلنا نعيش فى حياة يغلفها الدين. و الاستقرار غائب عن مصر فى الثلاثين عام الماضية و الدليل هو قانون الطوارئ ، فكيف نتحدث عن الاستقرار و نحن نحكم بالطوارئ.

يكمن سر اللعبة الايرانية الجديدة اولا فى السيطرة على اذرع الحكم فى البلاد و منها بالطبع النقابات و الاعلام و الصحف و دور العبادة ثم البرلمان و من ثم الوزارات و كرسى الرئاسة .. من منكم يتذكر قبل الانتخابات بشهور تحدث التيار الاسلامى عن نيته فى عدم احتكار مقاعد البرلمان و انهم فقط يريدون نسبة تتراوح بين 25% الى 30% من المقاعد ، لكن الواقع الان انهم ينافسون على كل شئ و على اكبر نسبة قد تصل الى 70% من مقاعدالبرلمان ، و طالبوا الان بتشكيل الحكومة الجديدة ، و اذا كان المانع هو طبيعة الحكم فى مصر طبقا للدستور و هو الرئاسى .. فهنا يتبين لنا اصرار هذا التيار على وضع الدستور بعد اجراء الانتخابات البرلمانية .. و هو وضع دستور يتناسب مع خارطة الطريق التى وضعوها للسيطرة على مصر ...  الجزء الثانى يتبين فى العلاقة بين الجماعة و حزبها .. فانا لا اصدق ان الجماعة مفصوله عن حزبها , فهذه مهاترة، الجماعة هى من تدير الحزب و بالتالى تتحكم فى اختيار قادة الحزب و وضع سياستهم و هو نفس الفكر الايرانى المتمثل فى المرجع الشيعى و رئيس البلاد ، اى ان الجماعة ستكون هى الواصى على الحزب  بالتالى هى الواصى على مصر ، و لاحظوا لافتات الدعاية الانتخابية ستجدون انهم مرتبطين جدا معا

فى البداية قالت الجماعة انها لن تقدم مرشح على رئاسة مصر .. لكن الواقع انهم سيتحكمون بمصير المرشحين اما عن طريق مهاجمتهم فى الاعلام او حشد مظاهرات تنديد لهم فى الميدان و هو ماتملكه الجماعة و قد ظهر جليا فى مليونية قندهار ، و بالتالى سيخطب المرشحين ود الجماعة اولا و هى اول طرق التحكم فى اختيار المرشح و بالتالى سنجد انفسنا امام مرشحين تدعمهم الجماعة او حزبها و بالتالى ستسخر لهم المنابر و الخطب الاعلامية و الدينية من اجل ان يكسبوهم الطعم اللازم للترشح  لدى المواطن المصرى الذى مازال يطلب نصيحة شيخ المسجد او القس فى امور حياته يوميا بحجة انهم اهل العلم.


و من هذه الحبكة ستصبح الجماعة فعليا متحكمة فى مصير مصر .. و يصبح المرشد هو الواصى على مصر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق